لا تزال المجتمعات في حالة تحرك مستمر، وإن هذا التحرك والتدافع المستمر عملية ضرورية في صيرورة كل مجتمع واستمرار الحياة فيه، ويعتبر الطلاب -بوصفهم كتلة حرجة- ذو تأثير عميق جداً في هذه العملية، كيف لا؟ وهم نخبة المجتمع وصفوته، ومعول نهضته وشعلة تطوره، وإن الناظر المتأمل ليجد في الشباب صفتين لا يجدهما إلا في شيء واحد غيره، الطموح وعلو الهمة، ونتساءل هنا ما الشيء الذي يتقاطع في الشباب في هاتين الصفتين؟ الثورة، نعم … الثورة، وما الثورة إلا أمل شعب في إزالة جُرْمٍ أو رفع ظلمٍ، وأنى لثورة أن تقف في وجه الاستبداد ما لم تتحلّى بعلو الهمة؟ ما لم يبذل الشعب فيها نفسه وروحه ومهجته!
كذلك تتسم الثورات بسرعة التحرك والتقلب، والشباب كذلك ذو قدرة عالية جداً على تحمل الضغط والتأقلم معه، وسرعة الاستجابة للظروف الطارئة واللحظات الحرجة، وهم كذلك في مرحلة عمرية كثيرة التقلب والاضطراب، فهم بين أشياء كثيرة، الدراسة …. العمل …. الزواج وأشياء كثيرة يضيق الحديث عن ذكرها.
والثورات تهدف إلى ما بعدها، فليس الغرض من الثورة دوامها واستمرارها، بل هي مرحلة انتقالية لما بعدها، والشباب كذلك ليس الغرض منه الشباب نفسه، بل شيء يتجاوز هذه المرحلة ويتخطاها، فهو وسيلة الغايات ومنجم الخيرات وشمس العطاء ومرحلة البناء
وانطلاقاً من كل ما سبق لا يسعنا إلا أن نقول: إن الشباب هو الثورة، وإن العمل الطلابي كالعمل الثوري، وجهان لعملة واحدة، خطان متوازيان في سبيل واحدة واتجاه مزدوج، فيا أيها الشباب لا تضيعوا ثورتكم فتَهْلكوا وتُهْلِكوا….!!